مدونة الفلك للجميع: رؤية الزهرة أو زحل بدلاً من هلال شوال لسنة 1432 هجرية.

رؤية الزهرة أو زحل بدلاً من هلال شوال لسنة 1432 هجرية

الخميس، 1 سبتمبر 2011

رؤية الزهرة أو زحل بدلاً من هلال شوال لسنة 1432 هجرية


هل هذا معقول!..رغم أننا في عصور العلم والمعرفة والتكنولوجيا:عصر الطاقة الذرية ، عصر غزو الفضاء ، عصر الاتصالات، عصر المعلوماتية والمعرفة، فإنه يتم القذف بهذه العلوم عرض الحائط واستخدام العين لرؤية الهلال، هلال شهر شوال لعام 1432 هجرية/  2011



كما جاء في وسائل الإعلام أنه ثبتت رؤية هلال شوال لسنة 1432 هجرية وبالتالي فإن يوم الثلاثاء الموافق 30 رمضان و30 أغسطس 2011 يكون أول أيام عيد الفطر المبارك عفواً أقصد عيد الفطر السعيد.

الشيء الذي يذهل العقل أن علماء الفلك صرحوا أكثر من مرة على مدار شهر رمضان وفي أكثر من دولة عربية أن رؤية الهلال يوم 29 رمضان ستكون مستحيلة وذلك لغروب القمر قبل الشمس في بعض الدول العربية، أو غروب القمر مع الشمس في دول عربية أخرى ، أو لغروب القمر بعد الشمس ولكن بدقيقيتين أو ثلاثة أو أربعة دقائق.

فكيف ثبتت رؤية الهلال رغم ذكر علماء الدين مرارً أنهم يعتمدوا على الرؤية وفي نفس الوقت سيستعينوا بعلم الفلك للنفي وليس الإثبات ما الذي جرى لهم هذه المرة، لماذا لم يستعينوا بعلماء الفلك للنفي هذه المرة (وذلك يعني عندما يقول علماء الفلك أنه تستحيل رؤية الهلال ويحضر شخص أو أشخاص ليشهدوا برؤيتهم الهلال فإن علماء الدين لا يأخذون بشهادتهم لأن علماء الفلك ينفون الرؤية لأنها مستحيلة)

أنا أجيب على هذا التساؤل:
أولاً:الشهود الذين أدلوا بشهادتهم أنهم شاهدوا الهلال لا يكذبون ولكن الهلال الذي شاهدوه قد يكون لكوكب الزهرة أو لكوكب زحل وهم معذورون في ذلك الخطأ لأنهم غير متخصصين في علم الفلك ، ولكي نتأكد أيهما يجب أن يذكر هؤلاء الشهود الموضع في السماء الذي شاهدوا فيه الهلال، وبالتالي نستطيع أن نحدد أن الهلال الذي شاهدوه لكوكب الزهرة أم لكوكب زحل.

ولتوضيح هذا الكلام أضع الصورة التالية أمامكم وهي باستخدام برنامج يحاكي السماء والأجرام السماوية لحظة غروب الشمس في مدينة مكة ، وهذا البرنامج يعتمد على الحسابات الفلكية الدقيقة.


الصورة توضح لحظة غروب الشمس في مدينة مكة، ويتضح موضع القمر قريباً جداً من الأفق في منطقة الشفق وتصعب رؤيته تماماً في ضوء الشفق،وسيغرب القمربعد الشمس بحوالي 4 دقائق. ويتضح من الصورة أيضاً موضع كوكب الزهرة وإرتفاعة في السماء من الأفق أكبر من إرتفاع القمر، مما يعني بعد إنخفاض الشمس قليلاً تحت الأفق وإظلام الشفق قليلاً فهناك إحتمال رؤيته كهلال. كذلك يتضح من الصورة بعيداً في الأعلى موضع كوكب زحل ومن المحتمل رؤيته كهلالاً مع إنخفاض الشمس أكثر تحت الأفق وإظلام الشفق أكثر.

ثانياً:إن علماء الدين لا يثقون في علماء الفلك نتيجة موروثات تاريخية و يعتبرونهم علماء في التنجيم (وبالتالي كذب المنجمون ولو صدقوا)، وعدم الثقة هذه كانت مستترة وعندما وجدوا شهود شاهدوا أنه بالفعل يوجد هلال رغم أن علماء الفلك ذكروا استحالة رؤية الهلال، هنا في هذه اللحظة اعتقدوا أن علماء الفلك أخطأوا وكشفوا عن عدم ثقتهم في علماء الفلك وضربوا بعلمهم عرض الحائط وأعلنوا عدم الثقة على الملأ ، وذلك بإعلان ثبوت رؤية هلال شوال في وسائل الإعلام.

لا أعرف ماذا أقول في هذا الموقف لقد تم أخذ شهادة الجاهل بعلم الفلك ولم يؤخذ بشهادة المتخصص بعلم الفلك.
لا أعرف ماذا أقول في أمه تأخذ بالجهل وتترك العلم.
لا أعرف ماذا أقول في هذا الموقف، لأنه قيل كثيراً من قبل علماء الفلك حتى بح صوتهم "إن الحسابات الفلكية دقيقة جداً جداً و الدليل على ذلك توقيتات الكسوف والخسوف التي يتم حسابها مسبقاً بدقة متناهية، وكذلك يؤخذ بها في حساب مواقيت الصلاة"، ومازالت الأمم تضحك علينا عندما يشاهدون التصريحات التليفزيونية ويترجمونها ويجدون أنه ثبتت رؤية الهلال!

إنني لا أستطيع أن أقول شيء سوى كما قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة
 {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
عسى أن يكون هذا الموقف الذي حدث أحد المؤشرات لحدوث ثورة في فهم وتفسير القرآن والسنة فهماً وتفسيراً صحيحاً،  وثورة للتخلص من العقول التي تعتبر أن المقصود بكلمة علماء تعني علماء الدين فقط وأن العلماء في التخصصات الأخرى ليسوا بعلماء.

ثالثاً وأخيراً : أحب أن أوضح أنه لحسن الحظ أن العيد يوم الثلاثاء صحيح طبقاً للحساب الفلكي يعني أنه لاتوجد مشكلة شرعية خاصة بالفطر  بالنسبة للأمة الإسلامية ، ولكن المشكلة والتي نتج عنها الخلاف هي بسبب إعلان أن العيد يوم الثلاثاء طبقاً لثبوت رؤية الهلال يوم الإثنين 29 رمضان .

وكل عام وأنتم بخير داعياً الله أن يتمه علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات،  وأن نرى اليوم الذي نجد فية قامة الأمة الإسلامية مرفوعة وذلك بالأخذ بالعلم الذي حثنا علية ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم.

وإلى أن ألقاكم ..أترككم في رعاية الله




________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

المواضيع الأكثر مشاهدة

أحدث أخبار الفلك والفضاء